وقال ابن عطية :
﴿ وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (٧) ﴾
الويل في كلام العرب : المصائب والحزن والشدة من هذه المعاني، وهي لفظة تستعمل في الدعاء على الإنسان. وروي في بعض الآثار أن في جهنم وادياً اسمه :﴿ ويل ﴾، وذهب الطبري إلى أنه المراد بالآية، ومقتضى اللغة أنه الدعاء على أهل الإفك والإثم بالمعاني المتقدمة. والأفاك : الكذاب الذي يقع منه الإفك مراراً. والأثيم : بناء مبالغة، اسم فاعل من أثم يأثم.
وروي أن سبب هذه الآية أبو جهل، وقيل النضر بن الحارث، والصواب أن سببها ما كان المذكوران وغيرهما يفعل، وأنها تعم كل من دخل تحت الأوصاف المذكورة إلى يوم القيامة : و: ﴿ يصر ﴾ معناه : يثبت على عقيدته من الكفر.
وقوله :﴿ فبشره بعذاب ﴾ حسن ذلك لما أفصح عن العذاب، ولو كانت البشارة غير مقيدة بشيء لما حصلت إلا على المحاب.
وقرأ جمهور الناس :" وإذا عَلِمَ " بفتح العين وتخفيف اللام، والمعنى : وإذا أخبر بشيء ﴿ من آياتنا ﴾ فعلم نفس الخبر لا المعنى الذي تضمنه الخبر ولو علم المعاني التي تضمنها إخبار الشرع وعرف حقائقها لكان مؤمناً. وقرأ قتادة ومطر الوراق " عُلِّم " بضم العين وشد اللام.


الصفحة التالية
Icon