والثاني : معيّة خاصة وهي المعيّة بالعَوْن والنصر، وهذه خاصة بالمتقين والمحسنين والصابرين، ولهذا قال الله تعالى :﴿إِنَّ الله مَعَ الذين اتقوا والذين هُم مُّحْسِنُونَ﴾ [النحل : ١٢٨] وقال هاهنا :﴿إِنَّ الله مَعَ الصابرين﴾ أي : بالعون والصبر. أ هـ ﴿تفسير ابن عادل حـ ٣ صـ ٧٨﴾.
" بحث قيم فى الصبر "
ورد ذكر الصبر من القرآن في أكثر من سبعين موضعا وذلك لعظمة موقعه في الدين.
قال بعض العلماء : كل الحسنات لها أجر محصور من عشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلا الصبر فإنه لا يحصر أجره لقوله تعالى ﴿إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب﴾
وذكر الله للصابرين ثمانية أنواع من الكرامة
أولها المحبة قال ﴿والله يحب الصابرين﴾
والثاني النصر قال ﴿إن الله مع الصابرين﴾
والثالث غرفات الجنة قال ﴿يجزون الغرفة بما صبروا﴾
والرابع الأجر الجزيل قال ﴿إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب﴾ والأربعة الأخرى المذكورة في هذه الآية ففيها البشارة قال ﴿وبشر الصابرين﴾
والصلاة والرحمة والهداية ﴿أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون﴾
والصابرون على أربعة أوجه
صبر على البلاء وهو منع النفس من التسخيط والهلع والجزع
وصبر على النعم وهو تقييدها بالشكر وعدم الطغيان وعدم التكبر بها
وصبر على الطاعة بالمحافظة والدوام عليها
وصبر عن المعاصي بكف النفس عنها
وفوق الصبر التسليم وهو ترك الاعتراض والتسخيط ظاهرا وترك الكراهة باطنا
وفوق التسليم الرضا بالقضاء وهو سرور النفس بفعل الله وهو صادر عن المحبة وكل ما يفعل المحبوب محبوب. أ هـ ﴿التسهيل ـ حـ ١ صـ ٦٥﴾


الصفحة التالية
Icon