أن الإجمال هو الإحسان الظاهر من قولك رجل جميل كأنما يجري فيه السمن وأصل الجميل الودك واجتمل الرجل إذا طبخ العظام ليخرج ودكها ويقال أحسن إليه فيعدى بإلى وأجمل في أمره لأنه فعل الجميل في أمره ويقال أنعم عليه لأنه دخله معنى علو نعمة عليه فهي غامرة له ولذلك يقال هو غريق في النعمة ولا يقال غريق في الإحسان والإجمال ويقال أجمل الحساب فيعدى ذلك بنفسه لأنه مضمن بمفعول ينبىء عنه من غير وسيلة وقد يكون الإحسان مثل الإحمال في استحقاق الحمد به وكما يجوز أن يحسن الإنسان إلى نفسه يجوز أن يجمل في فعله لنفسه. أ هـ ﴿الفروق فى اللغة صـ ١٦٢ ـ ١٦٣﴾