" فوائد لغوية وإعرابية "
قال ابن عادل :
وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (١٤٩) وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (١٥٠)
" مِنْ حَيْثُ " متعلق بقوله :" فولّ وَجْهَكَ " و" خرجت " في محلّ جر بإضافة " حيث " إليها، وقرأ عبد الله بالفتح، وقد تقدم أنها إحدى اللغات، ولا تكون هنا شرطية، لعدم زيادة " ما "، والهاء في قوله :﴿ وَإِنَّهُ للحَقُّ ﴾ الكلام فيها كالكلام عليها فيما تقدّم.
قوله تعالى :﴿ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ ﴾ هذه لام " كي " بعدها " أن " المصدرية الناصبة للمضارع، و" لا " نافية واقعة بين الناصب ومنصوبه، كما تقع بين الجازم ومجزومه نحو :﴿ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُنْ ﴾ [ الأنفال : ٧٣ ] و" أن " هنا واجبة الإظهار، إذ لو أضمرت لثقل اللَّفظ بتوالي لامين، ولام الجر متعلقة بقوله سبحانه وتعالى :﴿ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ ﴾.


الصفحة التالية
Icon