ومن فوائد القاسمى فى الآية
قال رحمه الله :
﴿ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ ﴾
قال ابن جرير : أي : اذكروني أيها المؤمنون بطاعتكم إياي فيما آمركم به وفيما أنهاكم عنه، أذكركم برحمتي إياكم ومغفرتي لكم، وقد كان بعضهم يتأول ذلك أنه من الذكر بالثناء والمدح. وقال القاشاني : اذكروني بالإجابة والطاعة، أذكركم بالمزيد والتوالي، وهي بمعنى ما قبله، وقوله :﴿ وَاشْكُرُواْ لِي ﴾ قال ابن جرير : أي : اشكروا لي فيما أنعمت عليكم من الإسلام والهداية للدين الذي شرعته. وقوله :﴿ وَلاَ تَكْفُرُونِ ﴾ أي : لا تجحدوا إحساني إليكم، فأسلبكم نعمتي التي أنعمت عليكم.
قال السمرقنديّ : أي : اشكروا نعمتي : أن أرسلنا فيكم رسولاً منكم يتلو عليكم آياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة، ولا تجحدوا هذه النعمة، ويقال : النعمة، في الحقيقة هي العلم، وما سواه فهو تحول من راحة إلى راحة، وليس بنعمة، والعلم لا يمل منه صاحبه، بل يطلب منه الزيادة، فأمر الله تعالى بشكر هذه النعمة، وهي نعمة بعثة رسولاً يعلمهم الكتاب والحكمة. كما قصه الحراليّ. ولما كان للعرب ولع بالذكر لآبائهم ولوقائعهم، جعل تعالى ذكره لهم عوض ما كانوا يذكرون، كما جعل كتابه عوضاً من أشعارهم، وهزّ عزائمهم لذلك بما يسرهم به من ذكره لهم.
وروى الإمام أحمد عن أبي هريرة قال : قال رسول الله ﷺ :< يقول الله عز وجل : أنا مع عبدي حين يذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم، وإن اقترب إليّ شبراً اقتربت إليه ذراعاً، وإن اقترب إليّ ذراعاً اقتربت إليه باعاً، فإن أتاني يمشي أتيته هرولة > صحيح الإسناد أخرجه البخاري أيضاً.


الصفحة التالية
Icon