وقرأ حمزة وحده :" والساعةَ " بالنصب عطفاً على قوله :﴿ وعد الله ﴾ ورويت عن أبي عمرو وعيسى والأعمش. وقرأ ابن مسعود :" حق وأن الساعة لا ريب فيها "، وكذلك قرأ أيضاً الأعمش. وقرأ الباقون :" والساعةُ " رفعاً، ولذلك وجهان : أحدهما الابتداء والاستئناف، والآخر العطف على موضع ﴿ إن ﴾ وما عملت فيه، لأن التقدير : وعد الله حق، قاله أبو علي في الحجة. وقال بعض النحاة : لا يعطف على موضع ﴿ إن ﴾، إلا إذا كان العامل الذي عطلته ﴿ إن ﴾ باقياً، وكذلك هي على موضع الباء في قوله : فلسنا بالجبال ولا الحديج، فلما كانت ليس باقية، جاز العطف على الموضع قبل دخول الباء، ويظهر نحو هذا النظر من كتاب سيبويه، ولكن قد ذكرنا ما حكى أبو علي وهو القدوة.
وقولهم :﴿ إن نظن إلا ظناً ﴾ معناه :﴿ إن نظن ﴾ بعد قبول خبركم ﴿ إلا ظناً ﴾ وليس يعطينا خبراً. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٥ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon