وقيل : تحمل الحفظة كل يوم ما كتبوا على العبد، ثم إذا عادوا إلى مكانهم نسخ منه الحسنات والسيئات ؛ ولا تحوّل المباحات إلى النسخة الثانية.
وقيل : إن الملائكة إذا رفعت أعمال العباد إلى الله عز وجل أمر بأن يثبت عنده منها ما فيه ثواب وعقاب، ويسقط من جملتها ما لا ثواب فيه ولا عقاب.
قوله تعالى :﴿ فَأَمَّا الذين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ ﴾ أي الجنة ﴿ ذَلِكَ هُوَ الفوز المبين وَأَمَّا الذين كفروا أَفَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تتلى عَلَيْكُمْ ﴾ أي فيقال لهم ذلك.
وهو استفهام توبيخ.
﴿ فاستكبرتم ﴾ عن قبولها.
﴿ وَكُنتُمْ قَوْماً مُّجْرِمِينَ ﴾ أي مشركين تكسبون المعاصي.
يقال : فلان جريمة أهله إذا كان كاسِبهم ؛ فالمجرم من أكسب نفسه المعاصي.
وقد قال الله تعالى :﴿ أَفَنَجْعَلُ المسلمين كالمجرمين ﴾ [ القلم : ٥ ٣ ] فالمجرم ضدّ المسلم فهو المذنب بالكفر إذاً.
قوله تعالى :﴿ وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وعْدَ الله حَقٌّ ﴾ أي البعث كائن.
﴿ والساعة لاَ رَيْبَ فِيهَا ﴾ وقرأ حمزة "وَالسَّاعَةَ" بالنصب عطفاً على "وَعْدَ".
الباقون بالرفع على الاْبتداء، أو العطف على موضع "إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ".
ولا يحسن على الضمير الذي في المصدر ؛ لأنه غير مؤكد، والضمير المرفوع إنما يعطف عليه بغير تأكيد في الشعر.
﴿ قُلْتُم مَّا نَدْرِي مَا الساعة ﴾ هل هي حق أم باطل.
﴿ إِن نَّظُنُّ إِلاَّ ظَنّاً ﴾ تقديره عند المبَرِّد : إن نحن إلا نظن ظنًّا.
( وقيل : التقدير : إن نظن إلا أنكم تظنون ظناً.
وقيل : أي وقلتم إن نظن إلا ظناً ) ﴿ وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ ﴾ أن الساعة آتية. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ١٦ صـ ﴾