هذا الطريق، فما عيبه؟ وعند عرض الدعوة على الناس يحدث أن تنقسم الأسر بين مؤمن وكافر فقد يهتدى آباء ويضل أبناء وقد يقع العكس، ليكن، فلا إكراه فى الدين، وقد ينتظم الحق الأقرباء جميعا فتتم النعمة، وعندئذ يقول المرء " أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك وإني من المسلمين ".
وقد يرفض ولد عاق أن يؤمن بالبعث والجزاء، ويأبى نصح والديه له. إنهما لن يغنيا عنه من الله شيئا " والذي قال لوالديه أف لكما أتعدانني أن أخرج وقد خلت القرون من قبلي وهما يستغيثان الله ويلك آمن إن وعد الله حق فيقول ما هذا إلا أساطير الأولين * أولئك الذين حق عليهم القول في أمم قد خلت من قبلهم من الجن والإنس إنهم كانوا خاسرين ". ويغلب أن تكون حياة الكافرين ملأى بالمتع عامرة بالشهوات مشحونة بالسهو واللهو، ولذلك قال الله فيهم: " ويوم يعرض الذين كفروا على النار أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها فاليوم تجزون عذاب الهون... ". وكان عمر يزهد فى ملذات الحياة لهذه الآية. ذكر ابن عطية أن عمر حين دخل الشام، قدم إليه خالد بن الوليد طعاما طيبا، فقال! عمر: هذا لنا فما لفقراء المسلمين الذين ماتوا ولم يشبعوا من خبز الشعير؟ فقال خالد: لهم الجنة!! فبكى عمر وقال لئن كان حظنا فى المقام، وذهبوا بالجنة لقد باينونا بونا بعيدا..!! وكان عمر فى إمارته متقشفا لا يزيد فى طعامه عن فقراء المسلمين! ونحن نعلم أن الله لم يحزم على عباده الطيبات، ولكن يخشى على أهل السرف أن يصيروا أصحاب ترف فينسوا الحقوق والواجبات. كانت خصومة الوثنيين للإسلام عنيفة فلم يتركوا فرصة متاحة لمقاومته إلا استغلوها. وصابر المسلمون هذا العدوان، وكان القرآن يشد أزرهم ويقوى حجتهم ويسوق لهم من عبر التاريخ ما يطمئنهم على مستقبل الدعوة، مهما كان العدو عاتيا طاغيا.. وفى ذلك يقول الله لنبيه: "