أي بيّنا ونوّعنا، الآيات : الحجج والعبر، فلو لا : أي فهلا، نصرهم : أي منعهم، قربانا : أي متقربا بها إلى اللّه، ضلوا عنهم : أي غابوا عنهم، إفكهم : أي أثر إفكهم وصرفهم عن الحق، وما كانوا يفترون أي وأثر افترائهم وكذبهم.
صرفنا : أي وجهنا، والنفر : ما بين الثلاثة والعشرة من الرجال، سموا بذلك :
لأنهم ينفرون إذا حزبهم أمر لكفايته، أنصتوا : أي اسكتوا، قضى : أي فرغ من تلاوته، ولّوا : أي رجعوا، منذرين : أي مخوّفين لهم عواقب الضلال. روى أن هؤلاء الجن كانوا من جنّ نصيبين من دياربكر قريبة من الشام، أو من نينوى بالموصل، وكان الاجتماع بوادي نخلة على نحو ليلة من مكة، وقد أمر الرسول صلّى اللّه عليه وسلّم أن ينذر الجن ويدعوهم إلى اللّه تعالى ويقرأ عليهم القرآن، فصرف اللّه إليه نفرا منهم فاستمعوا منه، حتى إذا انقضى من تلاوته رجعوا إلى قومهم منذريهم عقاب اللّه إذا هم استمروا على الضلال. أجاره من كذا : أنقذه منه، وداعى اللّه : هو الرسول صلى اللّه عليه وسلم، فليس بمعجز فى الأرض : أي لا ينجو منه هارب، ولا يسبق قضاءه سابق.
لم يعى : أي لم يعجز، قال الكسائي : يقال أعييت من التعب، وعييت من انقطاع الحيلة والعجز، قال عبيد بن الأبرص :
عيّوا بأمرهم كما عيّت ببيضتها الحمامه
أولو العزم : أي ذوو الحزم والصبر، قال مجاهد : هم خمسة نظمهم الشاعر فى قوله :
أولو العزم نوح والخليل الممجّد وموسى وعيسى والحبيب محمد
بلاغ : أي كفاية فى الموعظة. أ هـ ﴿تفسير المراغى حـ ٢٦ صـ ٤ ـ ٣٨﴾. باختصار.