قال الإمام أبو جعفر النحاس :
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
سورة الأحقافوهي مكية ١ - من ذلك قوله جل وعز (ما خلقنا السموات والأرض وما بينهما إلا بالحق) (آية ٣) أي إلاقامة الحق ثم قال (والذين كفروا عما أنذروا معرضون) (آية ٣) أي أعرضوا بعدما تبين لهم الحق من خلق الله عز وجل ٢ - ثم احتج عليهم فيما يعبدون فقال (قل أرأيتم ما تدعون من دون الله) (آية ٤) المعنى ما تدعونه إلها من دون الله (أروني ماذا خلقوا من الأرض أم لهم شرك في
السموات) ؟
أي في خلق السموات (ايتوني بكتاب من قبل هذا) أي بكتاب فيه برهان على ما قلتم (أو أثارة من علم) قال مجاهد أحد يأثر علما وقال الحسن شئ يثار أو يستخرج وقال أبو عبيدة (أثارة) بقية قال أبو جعفر وهذه القوال متقاربة لأن البقية هو شئ يؤثر ومعروف في اللغة أن يقال سمنت الناقة على أثارة أي على بقية من سمن
ويقرأ (أو أثرة) روى أبو سلمة عن ابن عباس (أو أثرة من علم) قال الخط حدثنا محمد بن أحمد - يعرف بالجريجي - حدثنا بندار أنبأنا يحيي بن سعيد عن سفيان الثوري عن صفوان بن سليم عن أم سلمة عن ابن عباس عن النبي ﷺ في قوله تعالى (أو أثرة من علم) قال الخط
وروى سعيد عن قتادة (أو أثرة من علم) قال خاصة
من علم قال أبو جعفر يقال لفلان عندي أثرة أو أثرة أي شئ أخصه به ومنه آثرت فلانا على فلان ويجوز أن يكون (أثرة) خبرا عن بعض الأنبياء صلى الله عليهم من أثرت الحديث وذا قول أبي عبيدة ٣ - وقوله جل وعز (هو أعلم بما تفيضون فيه) (آية ٨) قال مجاهد اي تقولونه ٤ - وقوله جل وعز (قل ما كنت بدعا من الرسل وما أدري ما يفعل بي ولا بكم) (آية ٩) قال مجاهد في قوله تعالى (قل ما كنت بدعا من الرسل) أي أول من أرسل