وقوله تعالى (وما أدري ما يفعل بي ولا بكم) وقد قال في موضع آخر (ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر) فالجواب في هذا أنه ليس من ذاك وإنما المعنى - والله أعلم - وما أدري ما يفعل بي ولا بكم من جدب أو غيره
ويبين هذا أنه يروى أن النبي ﷺ رأى رؤيا سرت أصحابه فاستبطأوا تأويلها فانزل الله جل وعز (وما أدري ما يفعل بي ولا بكم) ٥ - وقوله جل وعز (قل أرأيتم إن كان من عند الله وكفرتم به وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله فآمن واستكبرتم)
(آية ١٠) قيل في الكلام حذف لعلم السامع به والمعنى أرأيتم إن كان من عند الله وشهد شاهد من بني إسرائيل ممن تثقون به وتقفون على صدقه وعلمه على ما شهد النبي ﷺ وكفرتم به أليس قد غررتم وأتيتم أمرا قبيحا واجترأتم عليه ؟ ! فأما الشاهد من بني إسرائيل فقيل إنه عبد الله بن سلام روى مالك عن أبي النضر عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال ما سمعت رسول الله ﷺ يقول لأحد يمشي
على وجه الأرض إنه من أهل الجنة إلا لعبد الله بن سلام وفيه نزلت (وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله فآمن واستكبرتم) وقال الحسن ومجاهد والضحاك (وشهد شاهد من بني إسرائيل) عبد الله بن سلام قال أبو جعفر وفي الآية قولان آخران: أ - قال مسروق ليس هو عبد الله بن سلام لأن السورة مكية والمعنى لموسى ﷺ والتوراة وأهل الكتاب أنزل الله جل وعز التوراة على موسى فآمن بها أهل الكتاب (وكفرتم به) مخاطبة
لقريش قال (وسبقونا إليه) يعني أهل الكتاب