ب - روى ابن عون عن الشعبي في قوله تعالى (وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله) قال هو رجل من أهل الكتاب وليس بعبد الله بن سلام لأن السورة مكية وإنما اسلم عبد الله بن سلام قبل وفاة النبي ﷺ بعامين قال أبو جعفر هذا الاعتراض لا يلزم وسئل محمد بن سيرين عن هذا بعينه فقال كانت الآية تنزل فيقال لهم ألحقوها في سورة كذا وكذا قال أبو جعفر فهذا جواب عن ذاك ويجوز أن تكون الآية نزلت بمكة ويكون المعنى أرأيتم إن كان من عند الله وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله أتؤمنون ؟ وقال الحسن نزل هذا بمكة فآمن عبد الله بن سلام
بالمدينة ٦ - ثم قال جل وعز (وقال الذين كفروا لو كان خيرا ما سبقونا إليه) (آية ١١) قال مسروق هم أهل الكتاب وقال الحسن اسلم وغفار فقالت قريش لو كان خيرا ما سبقونا إليه ٧ - وقوله جل وعز (وهذا كتاب مصدق لسانا عربيا لينذر الذين ظلموا وبشرى للمحسنين) (آية ١٢)
فيه جوابان:
أحدهما أن المعنى مصدق له أي لكتاب موسى ﷺ ثم حذف لأن قبله (ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة) و (عربيا) حال ولسانا توطئه للحال أي توكيد كما يقال جاءني زيد رجلا صالحا ويقوي هذا أنه في قراءة عبد الله (وهذا كتاب مصدق [ لما بين يديه ] لسانا عربيا) والجواب الآخر: أن يكون لسانا مفعولا يراد به النبي ﷺ ويكون المعنى ذا لسان عربي ثم قال (لتنذر الذين ظلموا وبشرى للمحسنين) (آية ١٢)


الصفحة التالية
Icon