﴿ تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأْصْبَحُواْ لاَ يُرَى إِلاَّ مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ ﴾
وقوله: ﴿فَأْصْبَحُواْ لاَ يُرَى إِلاَّ مَسَاكِنُهُمْ...﴾.
قرأها الأعمش وَعاصم وَحمزة "لا يُرَى إلا مساكنهم".
قال الفراء: وقرأها على بن أبى طالب، رحمه الله.
[حدثنا محمد قال] حدثنا الفراء قال: حدثنى محمد بن الفضل الخرسانى عن عطاء بن السائب، عن أبى عبدالرحمن عن على بن أبى طالب أنه قال: "لا تَرَى إلا مساكِنَهم".
[حدثنا محمد قال] حدثنا الفراء قال وَحدثنى الكسائى عن قطر بن خليفة عن مجاهد أنه قرأ: "فأصبحوا لا تَرى إلا مساكنهم". قال: وَقرأ الحسنُ: "فأصبحوا لا تُرى إلا مساكنُهم" وفيه قبح فى العربية ؛ لأن العرب إذا جعل فِعْل المؤنث قبل إِلا ذَكَّروه، فقالوا: لم يقم إِلا جاريُتَك، وما قام إِلا جاريتك، ولا يكادون يقولون: ما قامت إِلا جاريتك، وَذلك أن المتروك أحد، فأحد إذا كانت لمؤنث أو مذكر ففعلهما مذكر. ألا ترى أنك تقول: إن قام أحد منهن فاضربه، وَلا تقل: إن قامت إلا مستكرهَا، وَهو على ذلك جائز. قال أنشدني المفضل:
وَنارنُا لم تُر ناراً مِثْلُها * قد عِلِمت ذكَ ا معدّ أكْرما
فأنث فعل (مثل) ؛ لأنه للنار، وأجود الكلام أن تقول: مارُئى إِلا مثلها.
﴿ وَلَقَدْ مَكَّنَاهُمْ فِيمَآ إِن مَّكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعاً وَأَبْصَاراً وَأَفْئِدَةً فَمَآ أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلاَ أَبْصَارُهُمْ وَلاَ أَفْئِدَتُهُمْ مِّن شَيْءٍ إِذْ كَانُواْ يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴾
وقوله: ﴿وَلَقَدْ مَكَّنَاهُمْ فِيمَآ إِن مَّكَّنَّاكُمْ...﴾.
يقول: فى الذى لم نمكنكم فيه، و (إن). بمنزلة ما فى الجحد.
وقوله: ﴿وَحَاقَ بِهِم...﴾.
وهو فى كلام العرب: عَادَ عليهم، وَجاء في التفسير: أحاط بهم، ونزل بهم.