﴿ فَلَوْلاَ نَصَرَهُمُ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ مِن دُونِ اللَّهِ قُرْبَاناً آلِهَةَ بَلْ ضَلُّواْ عَنْهُمْ وَذَلِكَ إِفْكُهُمْ وَمَا كَانُواْ يَفْتَرُونَ ﴾
وقوله: ﴿وَذَلِكَ إِفْكُهُمْ وَمَا كَانُواْ يَفْتَرُونَ...﴾.
ويقرأ أَفَكُهُم، وأَفَكَهُم. فأمّا الإِفك والأَفك فبمنزلة قولك: الحِذْرُ وَالحَذَر، والنِّجْس وَالنَّجَس. وأَمَّا من قال: أَفكَهُم فإنه يجعل الهاء وَالميم في موضع نصب يقول: ذلك صرفهم عن الإيمان وكذبهم، كما قال عز وجل: ﴿يُؤفَكُ عنه مَن أُفِكَ﴾ أى يصرف عنه مَن صُرِف.
﴿ أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَن يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾
وقوله: ﴿أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ...﴾.
دخلت الباء لِلَم، والعرب تدخلها مع الجحود إذا كانت رافعة لما قبلها، وَيدخلونها إذا وقع عليها فعل يحتاج إلى اسمين مثل قولك: ما أظنك بقائم، وما أظن أنك بقائم [/ا] وَما كنت بقائم، فإذا خلَّفْتَ الباء نصبت الذى كانت فيه بما يعمل فيه من الفعل، ولو ألقيت الباء من قادر فى هذا الموضع رفعه لأنه خبر لأن. قال. وَأنشدنى بعضهم:
فما رَجعت بخائبةٍ رِكابٌ * حكيمُ بنُ المسيِّب مُنتهاها
فأدخل الباء فى فعلٍ لو ألقيت منه نصب بالفعل لا بالباء يقاس على هذا وَما أشبهه.
وَقد ذكر عن بعض القراء أنه قرأ: (يَقدِر) مكان (بقادر): كما قرأ حمزة: "وَمَا أنتَ تهدى العمى". وَقراءة العوام: "بهادى العمى".
﴿ وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُواْ عَلَى النَّارِ أَلَيْسَ هَاذَا بِالْحَقِّ قَالُواْ بَلَى وَرَبِّنَا قَالَ فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ ﴾
وقوله: ﴿أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ...﴾.
فيه قول مضمر يقال: أليس هذا بالحق بلاغٌ، أى: هذا بلاغ رفع بالاستئناف. أ هـ ﴿معانى القرآن / للفراء حـ ٣ صـ ٤٩ ـ ٥٧﴾


الصفحة التالية
Icon