مُّبِينٌ } أي ظاهرٌ كونُه سحراً.
﴿ أَمْ يَقُولُونَ افتراه ﴾
إضرابٌ وانتقالٌ من حكايةِ شناعتِهم السابقةِ إلى حكايةِ ما هو أشنعُ منها. وما في أمْ من الهمزةِ للإنكارِ التوبيخيِّ المتضمنِ للتعجيبِ أي بل أيقولونَ افترى القُرآنَ ﴿ قُلْ إِنِ افتريته ﴾ على الفرضِ ﴿ فَلاَ تَمْلِكُونَ لِى مِنَ الله شَيْئاً ﴾ إذْ لا ريبَ في أنَّه تعالَى يُعاجلني حينئذٍ بالعقوبةِ فكيفَ أجترىءُ على أنْ أفتريَ عليهِ تعالى كذباً فأُعرّضَ نفسيَ للعقوبةِ التي لا مناصَ عنها ﴿ هُوَ أَعْلَمُ بِمَا تُفِيضُونَ فِيهِ ﴾ أي تندفعونَ فيهِ من القدحِ في وَحي الله والطعنِ في آياتِه وتسميتِه سحراً تارةً وفريةً أُخرى ﴿ كفى بِهِ شَهِيداً بَيْنِى وَبَيْنَكُمْ ﴾ حيثُ يشهدُ لي بالصدقِ والبلاغِ وعليكم بالكذبِ والجحودِ وهو وعيدٌ بجراءِ إفاضتِهم. وقولُه تعالى :﴿ وَهُوَ الغفور الرحيم ﴾ وعدٌ بالغُفرانِ والرحمةِ لمن تابَ وآمنَ، وإشعارٌ بحلمِ الله تعالى عنْهم مع عظمِ جرائمِهم. أ هـ ﴿تفسير أبى السعود حـ ٨ صـ ﴾