﴿فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية﴾ [ الحاقة : ٧ ] وروي أن هوداً عليه الصلاة والسلام لما أحس بالريح اعتزل بمن آمن معه في حظيرة فأمالت الريح على الكفرة الأحقاف التي كانت مجتمعهم إذا تحدثوا ومحل بسطهم إذا لعبوا، فكانوا تحتها سبع ليال وثمانية أيام، ثم كشفت عنهم فاحتملتهم فقذفتهم في البحر وكذا أهلكت مواشيهم وكل شيء لهم فيه روح ولم يصب هوداً عليه الصلاة والسلام ومن معه ـ رضى الله عنه ـ م منها إلا ما لين أبشارهم ونعش أرواحهم، والآية على هذا على حقيقتها في أنه لم يصبح الصباح ومنهم أحد يرى.
ولما طارت لهذا الهول الأفئدة واندهشت الألباب، قال تعالى منبهاً على زبدة المراد بطريق الاستئناف :﴿كذلك﴾ أي مثل هذا الجزاء الهائل في أصله أو جنسه أو نوعه أو شخصه من الإهلاك ﴿نجزي﴾ بعظمتنا دائماً إذا شئنا ﴿القوم﴾ وإن كانوا أقوى ما يكون ﴿المجرمين﴾ أي العريقين في الإجرام الذين يقطعون ما حقه الوصل فيصلون ما حقه القطع، وذلك الجزاء هو الإهلاك على هذا الوجه الشنيع، فاحذروا أيها العرب مثل ذلك إن لم ترجعوا. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ٧ صـ ١٣٦ ـ ١٣٧﴾


الصفحة التالية
Icon