وقال الإمام أبو جعفر النحاس :
تفسير سورة محمد صلى الله عليه وسلم
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
وهي مدنية ١ - من ذلك قوله جل وعز (الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله أضل أعمالهم) (آية ١) روى أبو يحيى عن مجاهد عن ابن عباس في قوله تعالى (الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله) قال أهل مكة (والذين آمنوا وعملوا الصالحات) قال الأنصار (وأصلح بالهم) قال أمرهم قال أبو جعفر معنى (أضل أعمالهم) أبطلها كماقال تعالى (وقالوا أئذا ضللنا في الأرض) والمعنى لم نثبهم كان على ما عملوا لكفرهم ومعنى (كفر عنهم سيئاتهم) غطى عليها ولم يؤاخذهم بما عملوا وقت كفرهم ٢ - وقوله جل وعز (كذلك يضرب الله للناس أمثالهم) (آية ٣) المعنى كذلك يبين الله أمر الحسنات والسيئات ومعنى ضربت له مثلا بينت له ضربا من الأمثال أي نوعا
منها
٣ - ثم قال جل وعز (فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب) (آية ٤) أي فاقتلوهم وذكرت الرقاب لأن القتل أكثر ما يقع بها ٤ - ثم قال جل وعز (حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق) (آية ٤) قال سعيد بن جبير لا ينبغي أن يقع أسر حتى يثخن بالقتل في العدو كما قال جل وعز (ما كان النبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض)
٥ - ثم قال جل وعز (فإما منا بعد إما فداء حتى تضع الحرب أوزارها) (آية ٤) قال أبو جعفر في هذه الآية اختلاف قال ابن جريج كان عطاء يكره قتل الأسير صبرا لقول الله جل وعز (فإما منا بعد وإما فداء) وقال امنن أو فاد ولا تقتل وقال قتادة الآية منسوخة نسخها قوله تعالى (فإما تثقفنهم في الحرب فشرد بهم من خلفهم) وروى شعبة عن الحكم قال سألني مغيرة عن آية غامضة منسوخة وهي قوله تعالى (فإما منا بعد وإما فداء)