وقال الضحاك هي ناسخة نسخت قوله تعالى (فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم) قال أبو جعفر البين في الآية أنها ليست بمنسوخة ولا ناسخة وإنما هذا إباحة وكذلك القتل لأن النبي ﷺ قد قتل وفادى وذكر القتل في آية أخرى وهو (فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم) فاجتزأ بذلك ٦ - وقوله جل وعز (حتى تضع الحرب أوزارها) (آية ٤) قال قتادة أي حتى يسلم أهل الشرك فسماهم حربا قال سعيد بن جبير ومجاهد في قوله تعالى (حتى تضع الحرب أوزارها) حتى ينزل عيسى بن مريم فيكسر الصليب
ويقتل الخنزير وتزول الأديان إلا دين الإسلام وتكون الملة واحدة قال أبو جعفر فهذا قول في الآية أي حتى يضع أهل الحرب أوزارهم فيسلموا أو يسالموا وقيل يعني بالأوزار ههنا السلاح كما قال الشاعر: وأعددت للحرب أوزارها * رماحا طوالا وخيلا ذكورا والمعنى على هذا فشدوا الوثاق حتى تضع الحرب أوزارها فإما منا بعد وإما فداء
٧ - وقوله جل وعز (ولكن ليبلوا بعضكم ببعض) (آية ٤) أي ليمحص المؤمنين ويمحق الكافرين
٨ - ثم قال جل وعز (والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم) (آية ٤) ويقرأ (قتلوا) و (قتلوا) و (قتلوا) ٩ - وقوله جل وعز (سيهديهم ويصلح بالهم ويدخلهم الجنة عرفها لهم) (آية ٦) في معناه ثلاثة أقوال: قال مجاهد عرفهم بيوتها ومساكنها وقسمهم منها فلا
يغلط أحد منهم فيدخل إلى موضع غيره ولا يحتاج أن يستدل وقال سلمة بن كهيل (عرفها لهم) عرفهم طرقها فهذا قول وقيل (عرفها) طيبها وقيل (عرفها) رفعها قال أبو جعفر القول الأول وإن كان بعض أهل اللغة قد أنكره وقال لو كان كذا لقال عرفهم بها أحسن الأقوال وأصحها ولا يلزم هذا الرد
والمعنى بينها لهم فتبينوها أو والقول الثاني ليس بممتنع لأنه يقال طعام معرف أي مطيب والقول الثالث: مأخوذ من العرف لارتفاعه وقيل أي عرف المكلفين من عباده بأنها لهم