١٠ - وقوله جل وعز (والذين كفروا فتعسا لهم وأضل أعمالهم) (آية ٨) أي ممن ينبغي أن يقال لهم أتعسهم الله أي لا جبرهم وهذا يدعى به على العاثر وقال ثعلب التعس الشر قال وقيل هو البعد وانتكس قلب أمره وأفسد وقال البن السكيت التعس أن يخر على رأسه قال
والتعس أيضا الهلاك ١١ - وقوله جل وعز (دمر الله عليهم وللكافرين أمثالها) (آية ١٠) قال مجاهد وللكافرين التدمير وعيدا من الله وقال غيره فقتل منهم من قتل بالسيف ١٢ - ثم قال جل وعز (ذلك بان الله مولى الذين آمنوا وان الكافرين لا مولى لهم) (آية ١١) قال قتادة أي ولي الذين آمنوا
قال أبو جعفر وفي قراءة عبد الله كذلك وقال الشاعر: فغدت كلا الفرجين تحسب أنه * مولى المخافة خلفها وأمامها أي ولي المخافة وروى سماك عن عكرمة عن ابن عباس (ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا) قال لا مولى لهم غيره
قال قتادة نزلت هذه الآية يوم أحد والنبي ﷺ في الشعب وقد اثخن في المسلمين بالقتل والجراح فصاح المشركون يوم بيوم بدر لنا العزى ولا عزى لكم فانزل الله جل وعز (والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم) إلى قوله (ذلك بان الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم) فقال لهم النبي ﷺ قولوا الله مولانا ولا مولى لكم
وقتلانا أحياء يرزقون في الجنة وقتلاكم في النار قال أبو جعفر والمعنى الله ولي الذين آمنوا في الهداية والنصرة فلما أخبر بولايته المؤمنين وخذلانه الكافرين أعلم بما أعده للمؤمنين والكافرين فقال (إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار) أي منزل لهم (والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم) (آية ١٤) ١٣ - ثم قال جل وعز (وكأين من قرية هي اشد قوة من قريتك التي أخرجتك أهلكناهم فلا ناصر لهم) (آية ١٣)