قال قتادة يعني أهل مكة قال فلا ناصر لهم ١٤ - ثم قال جل وعز (أفمن كان على بينة من ربه) (آية ١٤) قال قتادة هو محمد صلى الله عليه وسلم
(كمن زين له سوء عمله) قال هم مشركو العرب ثم قال (واتبعوا أهواءهم) على معنى (من) ١٥ - ثم قال جل وعز (مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن) (آية ١٥) ولم يأت بالمماثل
في معناه ثلاثة أقوال: أ - منها أن مثلا بمعنى صفة قال ذلك النضر بن شميل والفراء وروي عن علي بن أبي طالب عليه السلام أنه قرأ (أمثال الجنة التي وعد المتقون) قال أبو جعفر فهذا قول ويكون على هذا (مثل) على معنى (مثل) ويكون فيه خلاف معناه كما ان في (عدل) خلاف معنى (عدل) ب - وقيل المعنى مثل الجنة التي وعد المتقون فيما تعرفون في الدنيا جنة فيها أنهار ج - والقول الثالث أن المعنى على التوبيخ والتقرير أي مثل الجنة التي وعد المتقون كمن هو خالد في النار أي مثل المطيع عندكم كمثل العاصي ؟
وروى معمر عن قتادة (من ماء غير آسن) قال غير منتن
قال قتادة الاسن المتغير الآجن قال أبو جعفر قول قتادة اصح لأنه يقال أسن الماء يأسن ويأسن فهو آسن وأسن إذا أنتن فلم يقدر أحد على شربه وأجن يأجن وهو آجن إذا تغير وإن كان شرب على كره ١٦ - وقوله جل وعز (وأنهار من خمر لذة للشاربين) (آية ١٥) يقال شراب لذيذ ولذ
(وأنهار من عسل مصفى) أي ليس كعسل الدنيا الذي فيه الشمع وغيره (ولهم فيها من كل الثمرات ومغفرة من ربهم) أي ولهم مغفرة من ربهم ثم قال تعالى (كمن هو خالد في النار) ؟ قال أبو جعفر قد تقدم القول فيها وفيه قول آخر وهو ان المعنى أمن يخلد في الجنة وفي هذا النعيم المذكور كمن هو خالد في النار ثم حذف هذا لعلم السامع كما قال تعالى (أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما)


الصفحة التالية
Icon