قال بكر بن عبد الله المزني هؤلاء الحرورية قال محمد بن كعب اي فهل عسيتم إن توليتم الأمور أن يقتل بعضكم بعضا كقتل قريش بني هاشم وكقتل بني هاشم قريشا وفي المعنى قول آخر وهو فهل تريدون إن توليتم عن النبي ﷺ وكفرتم بما جاءكم به على أن ترجعوا إلى ما كنتم عليه من الكفر فتفسدوا في الأرض بالكفر وتقطعوا أرحامكم بان تئدوا بناتكم ؟ وقرأ علي بن أبي طالب عليه السلام (فهل عسيتم إن
توليتم) اي ولي عليكم ٢٧ - وقوله جل وعز (إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى الشيطان سول لهم وأملى لهم) (آية ٢٥) قال قتادة هؤلاء أهل الكتاب عندهم صفة محمد ﷺ فأنكروها وكفروا من بعد ما تبين لهم الهدى وقال الضحاك هم أهل النفاق (الشيطان سول لهم) قال قتادة أي زين لهم ثم قال تعالى (وأملى لهم)
المعنى وأملى الله لهم أي مد الله لهم في آجالهم ملاوة
من الدهر كما قال تعالى (وأملي لهم إن كيدي متين) وقرأ مجاهد (الشيطان سول لهم واملي لهم) وهذه قراءة حسنة والمعنى وأنا أملي لهم وحكى الفراء انه قرئ (وأملي لهم) وهي قراءة شيبة وأبي عمرو ٢٨ - ثم قال جل وعز (ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله سنطيعكم في بعض الأمر) (آية ٢٦) أي في التضافر على عداوة محمد ﷺ وقال سفيان يعني الفرائض قال قتادة هم المنافقون
٢٩ - وقوله جل وعز (أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم) (آية ٢٩) اي عداوتهم أي يظهروا عداوتهم لأهل الإسلام ٣٠ - ثم قال جل وعز (ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول) (آية ٣٠) أي لعرفناكهم يقال قد أريتك كذا أي عرفتكه) (فلعرفتهم بسيماهم) أي بعلامتهم ٣١ - ثم قال تعالى (ولتعرفنهم في لحن القول) (آية ٣٠) اي فحواه ومعناه كما قال الشاعر:
منطق صائب وتلحن أحيانا * وخير الحديث ما كان لحنا


الصفحة التالية
Icon