والبال هو القلب والشّأن والأمر والحال "ذلِكَ" إبطال أعمال الكفرة وإصلاح بال المؤمنين "بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْباطِلَ" فصدوا أنفسهم وغيرهم عن الطّريق الموصل للسعادة الأبدية "وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِنْ رَبِّهِمْ" فأوصلهم لسعادته الأبدية وأحلهم بدار كرامته "كَذلِكَ" مثل هذا المثل المضروب للفريقين "يَضْرِبُ اللَّهُ لِلنَّاسِ أَمْثالَهُمْ" (٣) ليعتبروا ويتعظوا ويتدبروا حال الطّرفين في الدّنيا ومصيرهم في الآخرة "فَإِذا لَقِيتُمُ" أيها المؤمنون "الَّذِينَ كَفَرُوا" في صف القتال بعد أن طلبتم منهم الإيمان باللّه ولم يفعلوا "فَضَرْبَ الرِّقابِ" (٤) لتقطعوا منهم أشرف الأعضاء وهو الرأس، وفي قطعه إهانة لهم أكثر من قطع غيره من الأعضاء المؤدية للموت، وهو أسرع في الموت من غيره "حَتَّى إِذا أَثْخَنْتُمُوهُمْ" وأكثرتم فيهم القتل