ثم شرع يهدد الكافرين والمنافقين، فقال عز قوله "فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً" على حين غفلة وغرة "فَقَدْ جاءَ أَشْراطُها" علاماتها وأماراتها "فَأَنَّى لَهُمْ إِذا جاءَتْهُمْ ذِكْراهُمْ" (٨) أي فكيف بهم إذا جاءتهم السّاعة المذكّرة لهم بكل ما وقع منهم، وكيف يكون حالهم في ذلك الوقت عند بروز أعمالهم السّيئة، ومن أين لهم إذ ذاك التذكر والاعتذار والتوبة والإيمان لفوات محلها ؟ أخرج الترمذي عن أبي هريرة قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بادروا بالأعمال سبعا، فهل تنظرون إلّا فقرا منسيا، أو غنى مطغيا، أو مرضا مفسدا، أو هرما مقعدا، أو موتا مجهزا، أو الدّجال، فشرّ غائب ينتظر، أو السّاعة والسّاعة أدهى وأمر.
وروى البخاري ومسلم عن سهل بن سعد قال رأيت النّبي صلى اللّه عليه وسلم قال بإصبعه هكذا الوسطى والتي تلي الإبهام وقال بعثت أنا والسّاعة كهاتين.
ورويا عن أنس مثله بزيادة كفضل إحداهما على الأخرى، وضم السّبابة والوسطى.
أي ما بين مبعثه صلى اللّه عليه وسلم وقيام السّاعة شيء يسير كما بين الإصبعين من الطّول.
مطلب عصمة النّساء وصلة الرّحم وتدبر القرآن ومثالب المنافقين والكافرين والبخل وما نفرع عنه :
ورويا عن أنس قال عند قرب وفاته ألا أحدثكم حديثا عن النّبي صلى اللّه عليه وسلم لا يحدثكم به أحد غيري، سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول لا تقوم السّاعة، أو قال من أشراط
الساعة أن يرفع العلم، ويظهر الجهل، ويشرب الخمر، ويفشو الزنى ويذهب الرجال ويبقى النّساء حتى يكون لخمسين امرأة قيم.
وفي رواية : ويظهر الزنى ويقل الرّجال وتكثر النّساء.