روى مسلم عن الأعز المزني قال سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول أنه ليغان على قلبي (أي يغطّى
ويغشّى كما تغشّى السّماء بالغيم) حتى أستغفر في اليوم مئة مرة، وفي رواية توبوا إلى ربكم إني لأتوب إلى ربي عز وجل مئة مرة في اليوم، وروى البخاري عن أبي هريرة قال سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول إني لأستغفر اللّه وأتوب إليه في اليوم سبعين مرة.
وفي رواية أكثر من سبعين مرة.
وذلك بسبب ما أطلعه اللّه عليه من أحوال أمته بعده، فأحزنه ذلك حتى كان يستغفر لهم، أو لما كان يشغله النّظر في أمورهم ومصالحهم حتى يرى أنه اشتغل بذلك عن التفرد بربه، فيحزنه ذلك، فيستغفر ربه من أجل أمته، فعليكم باتباعه والتمسك بشريعته واهتدوا بهديه واتخذوه وسيلة لكم وحجة عند ربكم، وإياكم أن تسببوا لأنفسكم ما يكون به حجة عليكم.
وتقدم البحث في هذا في الآية ٦٥ من سورة الزمر المارة في ج ٢ وفيها ما يرشدك لمراجعة غيرها.
ولهذا البحث صلة عند قوله تعالى (أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) الآية ٣٠ من سورة الرّعد الآتية.


الصفحة التالية
Icon