وبفتحها أي مكن في قلوبهم من ذلك ولم يفشوها بعد "فَكَيْفَ إِذا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلائِكَةُ" يكون حالهم حين "يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبارَهُمْ" (٢٧) إهانة له ويقرب من معنى هذه الآية ٥١، من سورة الأنفال المارة "ذلِكَ" الضرب "بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا ما أَسْخَطَ اللَّهَ" وهو عدم
التعاون مع الرّسول وأصحابه "وَكَرِهُوا رِضْوانَهُ" الذي هو التعاون لأن فيه رضاهم الذي هو من رضاء اللّه، ولهذا "فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ" (٢٨) التي زعموا أنها تنفعهم عند اللّه لأن سيئاتهم هذه محقت ثوابها ومحته فلم تبق له أثرا.
قال تعالى "أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ" شك وشبهة ونفاق "أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغانَهُمْ" (٢٩) التي في قلوبهم بل يخرجها ويبيّنها ليفضحهم بها "وَلَوْ نَشاءُ لَأَرَيْناكَهُمْ" يا سيد الرّسل "فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيماهُمْ" وعلاماتهم "وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ" مقصوده ومغزاه وهو صرف الكلام من الصّواب إلى الخطأ وهو مذموم، وصرف الكلام من الخطأ إلى الصواب وهو ممدوح في اللاحن، أي فتكون كلمة اللّحن من الأضداد.
قال أنس رضي اللّه عنه ما خفي على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بعد نزول هذه الآية شيء من أحوال المنافقين، وكانوا يهجنون ويقبحون ويستهزئون به وبأصحابه.
قال تعالى "وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمالَكُمْ" (٣٠) فيجازيكم بمثلها


الصفحة التالية
Icon