" فصل "
قال العلامة مجد الدين الفيروزابادى :
( بصيرة فى.. الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله )
السّورة مَدَنِيَّة بالاتِّفَاق.
وآياتها أَربعون فى البصرة، وثمان فى الكوفة وتسع وثلاثون عند الباقين.
وكلماتها خمسمائة وتسع وثلاثون.
وحروفها أَلفان وثلثمائة وتسع وأَربعون.
المختلف فيها آيتان : أَوزارها، للشاربين.
فواصل آياتها (ما) ولها اسمان : سورة محمّد ؛ لقوله فيها :﴿نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ﴾، وسورة القتال ؛ لقوله ﴿وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ﴾.
معظم مقصود السّورة : الشكاية من الكفَّار فى إِعراضهم عن الحقِّ، وذكر آداب الحرب والأَسرى وحكمهم، والأَمر بالنُّصرة والإِيمان، وابتلاء الكفَّار فى العذاب، وذكر أَنهار الجنة : من ماء، ولبن، وخمر، وعسل، وذكر طعام الكفَّار وشرابهم، وظهور علامة القيامة، وتخصيص الرّسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - بأَمره بالخوض فى بحر التوحيد، والشكاية من المنافقين، وتفصيل ذميمات خِصالهم، وأَمر المؤمنين بالطاعة والإِحسان، وذمّ البخلاءِ فى الإِنفاق، وبيان استغناءِ الحَقِّ تعالى، وفقر الخَلْق فى قوله :﴿وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَآءُ﴾.
فيها من المنسوخ آية واحدة :﴿فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ﴾ م آية السّيف ن.
المتشابهات :
قوله :﴿لَوْلاَ نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذَآ أُنزِلَتْ سُورَةٌ﴾ نزِّل وأُنزل كلاهما متعدٍّ.
وقيل : نزَّل للتعدِّى والمبالغة، وأَنزل للتَّعدِّى.
وقيل : نزِّل دفعة مجموعاً وأَنزل متفرّقًا، وخصّ الأُولى بنزِّلت ؛ لأَنَّه من كلام المؤمنين، وذكر بلفظ المبالغة، وكانوا يأْنسون لنزول الوحى، ويستوحشون لإِبطائه.
والثَّانى من كلام الله تعالى، ولأَنَّ فى أَوّل السّورة ﴿نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ﴾ وبعده :﴿أَنزَلَ اللَّهُ﴾ وكذلك فى هذه الآية قال :﴿نُزِّلَتْ﴾ ثم ﴿أَنزَلَت﴾.


الصفحة التالية
Icon