وقال الخازن :
قوله :﴿ الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله أضل أعمالهم ﴾
يعني أبطلها ولم يتقبلها منهم.
وأراد بالأعمال : ما كانوا يفعلون من أعمال البر في إطعام الطعام، وصلة الأرحام وفك العاني وهو الأسير، وإجارة المستجير، ونحو ذلك.
وقال بعضهم : أول هذه السورة متعلق بآخر سورة الأحقاف المتقدمة كأن قائلاً قال : كيف يهلك القوم الفاسقون ولهم أعمال صالحة كإطعام الطعام ونحوه من الأعمال والله لا يضيع لعامل عمله ولو كان مثقال ذرة من خير فأخبر بأن الفاسقين هم الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله أضل أعمالهم يعني أبطلها لأنها لم تكن لله ولا بأمره إنما فعلوها من عند أنفسهم ليقال عنهم ذلك فلهذا السبب أبطلها الله تعالى وقال الضحاك : أبطل كيدهم ومكرهم بالنبي ( ﷺ ) وجعل الدائرة عليهم.
قال بعضهم : المراد بقوله، ﴿ الذين كفروا ﴾ هم الذين كانوا يطعمون الجيش يوم بدر وهم رؤوس كفار قريش منهم أبو جهل، والحارث بن هشام، وعتبة وشيبة ابنا ربيعة وغيرهم.


الصفحة التالية
Icon