وقال :" اللاَّعِنُونَ "، ولم يقل " اللاعِنَات " ؛ لأنَّه تعالَى وصَفَها بصفةِ مَنْ يعقلُ، فجمعَها جَمْعَ مَنْ يعقلُ ؛ كقوله تعالى :﴿والشمس والقمر رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ﴾ [يوسف : ٤] و﴿ياأيها النمل ادخلوا مَسَاكِنَكُمْ﴾ [النمل : ١٨] ﴿وَقَالُواْ لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا﴾ [فصلت : ٢١].
و﴿وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ﴾ [يس : ٤٠] وقيل :" كُلُّ شيْءٍ إِلاَّ الإنْسَ والجِنَّ " قاله ابنُ عَبَّاس. أ هـ ﴿تفسير ابن عادل حـ ٣ صـ ١٠٧﴾
سؤال : فإن قيل : كَيْفَ يصحُّ اللعْنُ من البهائِمِ، والجَمَادَاتِ ؟
فالجواب مِنْ وجْهين :
الأول : على سبيلِ المُبَالغَةَ، وهي أنَّها لو كانت [عاقلةً]، لكانَتْ تَلْعَنُهُمْ. أ هـ ﴿تفسير ابن عادل حـ ٣ صـ ١٠٧ ـ ١٠٨﴾
فصل فيما يتعلق بهذه الآية من الحكم
قال العلماء : لا يجوز لعن كافر معين لأن حاله عند الوفاة لا يعلم فلعله يموت على الإسلام وقد شرط الله في هذه الآية إطلاق اللعنة على من مات على الكفر ويجوز لعن الكفار يدل عليه قوله ـ ﷺ ـ :" لعن الله اليهود حرمت عليهم الشحوم فجملوها فباعوها " وذهب بعضهم إلى جواز لعن إنساناً معين من الكفار، بدليل جواز قتاله وأما العصاة من المؤمنين فلا يجوز لعنة أحد منهم على التعين وأما على الإطلاق فيجوز لما روي أن النبي ـ ﷺ ـ قال :" لعن الله السارق يسرق البيضة والحبل فتقطع يده " ولعن رسول الله ـ ﷺ ـ الواشمة والمستوشمة وآكل الربا ومؤكله ولعن من غير منار الأرض، ومن انتسب لغير أبيه وكل هذه في الصحيح. أ هـ ﴿تفسير الخازن حـ ١ صـ ١٣٤﴾