﴿وَأُوْلئِكَ﴾ إشارة كسابقه إلى الصابرين المنعوتين بما ذكر من النعوت، والتكرير لإظهار كمال العناية بهم، ويجوز أن يكون إشارة إليهم باعتبار حيازتهم ما ذكر من الصلوات والرحمة المترتبة على ما تقدم، فعلى الأول المراد بالاعتداء في قوله عز شأنه ﴿هُمُ المهتدون﴾ هو الاهتداء للحق والصواب مطلقاً، والجملة مقررة لما قبل كأنه قيل : وأولئك هم المختصون بالاهتداء لكل حق وصواب، ولذلك استرجعوا واستسلموا لقضاء الله تعالى، وعلى الثاني هو الاهتداء والفوز بالمطالب، والمعنى : أولئك هم الفائزون بمطالبهم الدينية والدنيوية فإن من نال كما تزكية الله تعالى ورحمته لم يفته مطلب. أ هـ ﴿روح المعانى حـ ٢ صـ ٢٤﴾


الصفحة التالية
Icon