وقال الجرجاني : هو مأخوذ من الويل، أي : فويل لهم، وكذا قال في الكشاف، قال قتادة أيضاً : كأنه قال العقاب أولى لهم، وقوله :﴿ طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَّعْرُوفٌ ﴾ كلام مستأنف، أي : أمرهم طاعة، أو طاعة وقول معروف خير لكم.
قال الخليل، وسيبويه : إن التقدير : طاعة وقول معروف أحسن، وأمثل لكم من غيرهما.
وقيل : إن طاعة خبر أولى، وقيل : إن ﴿ طاعة ﴾ صفة ل ﴿ سورة ﴾، وقيل : إن ﴿ لهم ﴾ خبر مقدّم، و ﴿ طاعة ﴾ مبتدأ مؤخر، والأول أولى ﴿ فَإِذَا عَزَمَ الأمر ﴾ عزم الأمر : جدّ الأمر، أي : جدّ القتال ووجب وفرض، وأسند العزم إلى الأمر، وهو لأصحابه مجازاً، وجواب " إذا " قيل : هو :﴿ فَلَوْ صَدَقُواْ الله ﴾ في إظهار الإيمان والطاعة ﴿ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ ﴾ من المعصية والمخالفة ﴿ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُواْ فِى الأرض وَتُقَطّعُواْ أَرْحَامَكُمْ ﴾ هذا خطاب للذين في قلوبهم مرض بطريق الالتفات لمزيد التوبيخ والتقريع.
قال الكلبي : أي : فهل عسيتم إن توليتم أمر الأمة أن تفسدوا في الأرض بالظلم.
وقال كعب :﴿ أَن تُفْسِدُواْ فِى الأرض ﴾ أي : بقتل بعضكم بعضاً، وقال قتادة : إن توليتم عن طاعة كتاب الله عزّ وجلّ أن تفسدوا في الأرض بسفك الدماء، وتقطعوا أرحامكم.
وقال ابن جريج : إن توليتم عن الطاعة، وقيل : أعرضتم عن القتال، وفارقتم أحكامه.
قرأ الجمهور ﴿ توليتم ﴾ مبنياً للفاعل، وقرأ عليّ بن أبي طالب بضم التاء والواو وكسر اللام مبنياً للمفعول، وبها قرأ ابن أبي إسحاق، وورش عن يعقوب، ومعناها : فهل عسيتم إن ولي عليكم ولاة جائرين أن تخرجوا عليهم في الفتنة، وتحاربوهم وتقطعوا أرحامكم بالبغي، والظلم، والقتل.


الصفحة التالية
Icon