فصل فى معانى السورة كاملة


قال الشيخ المراغى رحمه الله :
سورة الفتح
أصل الفتح : إزالة الأغلاق، وفتح البلد : دخله عنوة أو صلحا، والمراد بالفتح هنا صلح الحديبية (والحديبية بئر) على المشهور، وهو المروي عن ابن عباس وأنس والشعبي والزهري، وسمى هذا فتحا لأنه كان سببا لفتح مكة، قال الزهري : لم يكن فتح أعظم من صلح الحديبية، اختلط المشركون بالمسلمين وسمعوا كلامهم فتمكن الإسلام من قلوبهم وأسلم فى ثلاث سنين خلق كثير كثر بهم سواد الإسلام، فما مضت تلك السنون إلا والمسلمون قد جاءوا إلى مكة فى عشرة آلاف ففتحوها والخلاصة - إنه كان من نتائج هذا الصلح الأمور الآتية :
(١) تمّ فى هذا الصلح ما يسمونه فى العصر الحديث (جسّ النبض) لمعرفة قوة العدو ومقدار كفايته وإلى أىّ حد هى.
(٢) معرفة صادقى الإيمان من المنافقين كما علم ذلك من المخلفين فيما يأتى.
(٣) إن اختلاط المسلمين بالمشركين حبب الإسلام إلى قلوب كثير منهم فدخلوا فى دين اللّه أفواجا.
مبينا : أي بيّنا ظاهر الأمر مكشوف الحال.
أنزل السكينة : أي خلقها وأوجدها، قال الراغب : إنزال اللّه تعالى نعمته على عبد :
إعطاؤه إياها، إما بإنزال الشيء نفسه كإنزال القرآن، أو بإنزال أسبابه بالهداية إليه كإنزال الحديد ونحوه اه. والسكينة : الطمأنينة والثبات من السكون، إيمانا مع إيمانهم :


الصفحة التالية
Icon