أي يقينا مع يقينهم، جنود السموات والأرض : أي الأسباب السماوية والأرضية، ويكفر عنهم سيئاتهم : أي يغطيها ولا يظهرها، والسوء :(بالضم والفتح) : المساءة، وظن السوء : أي ظن الأمر السوء فيقولون فى أنفسهم : لا ينصر اللّه رسوله والمؤمنين، عليهم دائرة السوء. الدائرة فى الأصل الحادثة التي تحيط بمن وقعت عليه، وكثر استعمالها فى المكروه، والسوء : العذاب والهزيمة والشر (وهو بالضم والفتح لغتان) وقال سيبويه : السوء هنا الفساد، أي عليهم ما يظنونه ويتربصونه بالمؤمنين لا يتخطاهم، لعنهم : أي طردهم طردا نزلوا به إلى الحضيض، عزيزا : أي يغلب ولا يغلب.
شاهدا : أي على أمتك لقوله تعالى :" لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ " ومبشرا : أي بالثواب على الطاعة، ونذيرا : أي بالعذاب على المعصية، وتعزروه :
أي تنصروه، وتوقروه : أي تعظموه، بكرة : أي أول النهار، وأصيلا : أي آخر النهار، والمراد جميع النهار، إذ من سنن العرب أن يذكروا طرفى الشيء ويريدوا جميعه، كما يقال شرقا وغربا لجميع الدنيا، يبايعونك : أي يوم الحديبية إذ بايعوه على الموت فى نصرته والذبّ عنه كما روى عن سلمة بن الأكوع وغيره، أو على ألا يفروا من قريش كما روى عن ابن عمر وجابر، إنما يبايعون اللّه، لأن المقصود من بيعة الرسول وطاعته طاعة اللّه وامتثال أوامره، يد اللّه فوق أيديهم : أي نصرته إياهم أعلى وأقوى من نصرتهم إياه، كما يقال اليد لفلان : أي الغلبة والنصرة له، نكث : أي نقض، يقال أوفى بالعهد ووفى به : إذا أتمه، وقرأ الجمهور (عليه) بكسر الهاء، وضمها حفص، لأنها هاء هو وهى مضمومة فاستصحب ذلك كما فى له وضربه.


الصفحة التالية
Icon