وقال الإمام أبو جعفر النحاس :

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

سورة الفتح
وهي مدنية
في رواية مجاهد عن ابن عباس وروى الزهري عن عروة بن الزبير عن المسور بن مخرمة ومروان قالا نزلت سورة الفتح بين مكة والمدينة كلها في شأن الحديبية
١ - من ذلك قوله جل وعز (إنا فتحنا لك فتحا مبينا) (آية ١) روى قتادة عن أنس قال نزلت (إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر) بعد رجوع النبي ﷺ من الحديبية فقال رسول الله ﷺ لقد نزلت علي آية
أحب إلي من جميع الدنيا ثم تلاها فقال رجل من المسلمين هنيئا مريئا هذا لك يا رسول الله فماذا لنا فأنزل الله جل وعز
(ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنت تجري من تحتها الأنهار) إلى آخر الآية قال مجاهد في قوله تعالى (إنا فتحنا لك فتحا مبينا) قال قضينا لك قضاء بينا قال سفيان (ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك) أي ما كان في الجاهلية (وما تأخر) قال ما كان في الإسلام مما لم تعمله بعد
قال أبو جعفر في قوله جل وعز (إنا فتحنا لك فتحا مبينا) ثلاثة أقوال: متقاربة أ: منها ما تقدم أنه فتح الحديبية والحديبية بئر سمي المكان باسمها قال أبو جعفر ولا أعرف أحدا من أهل اللغة يشدد الياء منها وكان في فتحها أعظم الآيات لأن النبي ﷺ فيما روي ورد على هذه البئر وقد نزف ماؤها فتمضمض ﷺ وتفل فيها فأقبل الماء حتى شرب كل من كان معه ولم يكن بينهم إلا ترام حتى كان الفتح هذا قول
ب - وقيل المعنى (إنا فتحنا لك فتحا مبينا) باجتناب الكبائر (ليغفر لك الله) الصغائر ج - وقيل (إنا فتحنا لك فتحا) بالهداية إلى الإسلام فهذه الأقوال متقاربة وقول مجاهد يجمعها لأن فتح الحديبية


الصفحة التالية
Icon