قضاء من قضاء الله وهداية من هدايته يهدي بها من شاء وكذلك اجتناب الكبائر وقد روي عن ابن عباس ما يقويه قال ما كنت أدري ما معنى (إنا فتحنا) حتى قالت لي ابنة مشرح فتح الله بيني وبينك وقوله تعالى (ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق)
٢ - وقد تكلم العلماء في قوله تعالى (ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر) (آية ٢) فقال أبو حاتم المعنى ليغفرن لك الله وقال أبو الحسن بن كيسان لا يجوز أن تكون إلا (لام كي) قال قال الله جل وعز (إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا) فأمر الله أن يستغفره إذا كان الفتح ووعده بالمغفرة فكان قوله (إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله) متعلقا بذاك وقيل (ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر) مما
كان أي مما كان مقدما ومؤخرا وقد وقع ذلك كله وقيل (ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر) كله للمستقبل أي لتقع المغفرة في الاستقبال فيما يكون من الذنوب أولا وآخرا
٣ - ثم قال جل وعز (ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما وينصرك الله نصرا عزيزا) (آية ٢، ٣) أي نصرا ذا عز لا ذل معه ٤ - ثم قال جل وعز (هو الذي انزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم) (آية ٤)
(السكينة) اي السكون والطمأنينة ٥ - وقوله جل وعز (ولله جنود السموات والأرض وكان الله عليما حكيما) (آية ٤) أي كل ما فيها يدل على أن له خالقا وأنه واحد ٦ - ثم قال جل وعز (ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار) (آية ٥) أي فتح لك بالإسلام والهداية بهذا ويدل عليه أيضا قوله سبحانه (ويعذب المنافقين