والمنافقات والمشركين والمشركات الظانين بالله ظن السوء) (آية ٦) لأنهم ظنوا أن النبي ﷺ لا يرجع (عليهم دائرة السوء) أي الهلاك ويقرأ السوء والفرق بينهما أن السوء الشئ بعينه والسوء الفعل ٧ - وقوله جل وعز (إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا) (آية ٨)
قال قتادة أي شاهدا على أمتك (ومبشرا) المحسن منهم (ونذيرا) المسئ قال أبو جعفر هذا قول حسن وهذه حال مقدرة
حكى سيبويه مررت برجل معه صقر صائدا به غدا فالمعنى إنا أرسلناك مقدرين لشهادتك عبد يوم القيامة وعلى هذا تقول رايت عمروا قائما غدا ٨ - وقوله جل وعز (لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة واصيلا) (آية ٩) روى شعبة عن أبى بشر عن عكرمة في قوله تعالى (وتعزروه) قال وتقاتلوا معه بالسيف قال قتادة وتنصروه وقرأ جويبر اي وتفخموه وقرأ عاصم الجحدري (وتعزروه) وأصله في اللغة من التبجيل والتطهير ومنه التعزير الذي هو دون الحد
وقرا محمد اليماني (وتعززوه) بزاءين معجمتين يقال عززه أي جعله عزيزا وقواه ومنه قوله تعالى (فعززنا بثالث) ويجوز أن يكون (وتعزروه وتوقروه) لله جل وعز وحده ويجوز أن يكون للنبي ﷺ ٩ - فأما قوله تعالى (وتسبحوه بكرة وأصيلا) (آية ٩)
فلا يجوز أن تكون إلا لله جل وعز لأنه ليس يخلو من أن يكون معناه كما قال جويبر وتصلوا له أو يكون معناه وتعظموه وتنزهوه
١٠ - وقوله جل وعز (إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله) (آية ١٠) أي عقدك عليهم البيعة عقد لله جل وعز ١١ - ثم قال جل وعز (يد الله فوق أيديهم) (آية ١٠) أي يد الله في الثواب وقيل في الوفاء وقيل في المنة عليهم بالهداية