﴿ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً ﴾
وقوله: ﴿لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ...﴾.
يقال: لا تذهب الدنيا حتى يَغلب الإسلام على أهل كل دين، أو يؤدوا إليهم الجزية، فذلك قوله: ﴿لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّه﴾.
﴿ مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّآءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَآءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً ﴾
وقوله: ﴿تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً...﴾. فى الصلاة.
وقوله: ﴿سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ...﴾. وهى الصفرة من السهر بالليل.
وقوله: ﴿ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ...﴾.
وفى الإنجيل: أيضاً كمثلهم فى القرآن، ويقال: ذلك مثلهم فى التوراة ومثلهم فى الإنجيل، كرزع أخرج شطأه، وشطؤه: السنبل تُنبت الحبة عشراً وثمانياً وسبعاً، فيقوى بعضه ببعض، فذلك قوله: (فآزره) فأعانه وقواه ؛ فاستغلظ [ذلك] فاستوى، ولو كانت واحدة لم تقم على ساق، وهو مَثَل ضربه الله عز وجل للنبى صلى الله عليه إذ خرج وحده ثم قوّاه بأصحابه، كما قوَّى الحبة بما نبت منها.
آزرت، أُؤازره، مؤازرة: قوّيته، وعاونته، وهى المؤازرة. أ هـ ﴿معانى القرآن / للفراء حـ ٣ صـ ٦٤ ـ ٦٩﴾