يا رب إني ناشد محمدا :
خلف أبينا وأبيه الأتلدا قد كنتم ولدا وكنا ولدا
ثمة أسلمنا فلم ننزع يدا فانصر هداك اللّه نصرا أعتدا
وادع عباد اللّه يأتوا مددا فيهم رسول اللّه قد تجردا
إن تمّ حسنا وجهه تريدا في فيلق كالبحر يجري مزيدا
إن قريشا أخلفوك الموعدا ونقضوا ميثاقك المؤكدا
وجعلوا لي في كداء رصدا وزعموا أن لست أدعوا أحدا
وهم أذل وأقل عددا هم بيتوتا في الوتير هجدا
وقتلونا ركعا وسجدا فانصر هداك اللّه نصرا أيدا
فقال صلّى اللّه عليه وسلم قد نصرت.
وعرض صلّى اللّه عليه وسلم إلى عنان السّماء وقال مشيرا إليه لتشهد بنصر بني كعب رهط عمرو بن سالم، ثم جاء بديل بن ورقاء في نفر من خزاعة وعرضوا لرسول اللّه بما أصابهم من مظاهرة قريش بني بكر، فقال صلّى اللّه عليه وسلم للناس كأنكم بأبي سفيان قد جاءكم يشدّد في العقد ويزيد في المدة رهبا من الذي صنعوا فلم يحسوا إلّا وأبو سفيان بالمدينة، وهذا من معجزاته صلّى اللّه عليه وسلم ومن الغيب الذي أطلعه اللّه عليه، وقد دخل على بنته أم حبيبة رضي اللّه عنها فأراد أن يجلس على فراش رسول اللّه فطرته من أمامه وقالت له أنت رجل نجس لا أحب أن تجلس على فراش رسول اللّه الطّاهر المطهر، فقال لها واللّه لقد أصابك بعدي شرّ، فتركها ثم أتى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم فكلمه فلم يرد عليه، فذهب إلى أبي بكر وكلمه بأن يكلم له محمدا، فقال ما أنا بفاعل، ثم أتى عمر فكلمه بذلك فقال أنا أشفع لك لا واللّه، لو لم أجد إلّا الذي لجاهدتكم بها ثم اتى عليا وعنده فاطمة والحسن يدب بين يديهما واسترحمه أن يشفع له فقال ويحك يا أبا سفيان لقد أدى عزم الرسول على أمر ما نستطيع أن نكلمه فيه، فالتفت إلى فاطمة واستشفعها وقال تأمري بينك هذا فيجيرني بين النّاس فيكون سيد العرب إلى آخر الدّهر، فقالت ما يجير أحد على رسول اللّه.