ثم صرح باسم هذا الرّسول الذي أظهره دينه على الأديان، فقال عز قوله "مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ" كما صرح باسمه الشّريف في الآية ١٤٤ من آل عمران والآية ٢ من سورته المارات أي أن هذا الرّسول العظيم صلّى اللّه عليه وسلم "وَالَّذِينَ مَعَهُ" من أصحابه الكرام والمؤمنين الصّادقين "أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ" أوداء رؤفاء بعضهم على بعض بمثابة الوالد على الولد، لا يثنيهم عن مقاتلة الكفار أحد لشدة إيمانهم باللّه ومتانة عزمهم وقوة شكيمتهم واتفاق كلمتهم، وبمقابلة هذه الأوصاف الرّقيقة يقابلون أعداءهم بتلك الأوصاف الغليظة، ومع هذا فإنك "تَراهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً" لمرضات ربهم "يَبْتَغُونَ" بتواددهم بعضهم وعبادتهم