﴿يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه﴾ [ المائدة : ٥٤ ] وأشار إلى ذلك عليه الصلاة والسلام :" ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذا " - وعقد السبابة بالإبهام، أشار عليه الصلاة والسلام إلى تولي العرب واستيلاء غيرهم الواقع في الآيتين، وإنما أشار عليه الصلاة والسلام بقوله " اليوم " إلى التقديم والتأخير، وفرغ هذا الأمر إلى أيام أبي جعفر المنصور، فغلبت الفرس والأكراد وأهل الصين وصين الصين - وهو ما يلي يأجوج ومأجوج - وكان فتحاً وعزاً وظهوراً لكلمة الإسلام، وغلب هؤلاء في الخطط والتدبير الإماري وسادوا غيرهم، ولهذا جعل ـ ﷺ ـ مجيئهم فتحاً فقال :" فتح اليوم " ولو أراد غير هذا لم يعبر بفتح، ألا ترى قول عمر لحذيفة ـ رضى الله عنهما ـ في حديث الفتن حين قال له " إن بينك وبينها باباً مغلقاً " فقال عمر : أيفتح ذلك الباب أم يكسر؟ فقال : بل يكسر.
ففرق بين الفتح والكسر، وإنما أشار إلى قتل عمر ـ رضى الله عنه ـ، ولذا قال عليه الصلاة والسلام " فتح " وقال :" من ردم يأجوج ومأجوج " وأراد من نحوهم وجهتهم وأقاليمهم، لأن الفرس ومن أتى معهم هم أهل الجهات التي تلي الردم، فعلى هذا يكون قوله تعالى :﴿وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم﴾ إشارة إلى غلبة من ذكرنا وانتشارهم في الولايات والخطط الدينية والمناصب العلمية.


الصفحة التالية
Icon