لا ينفع الطول من نوك القلوب وقد... يهدي الإله سبيل المعشر البور
وقال الطبري في قوله تعالى :﴿ يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم ﴾ يعني به قولهم :﴿ فاستغفر لنا ﴾ لأنهم قالوا ذلك مصانعة من غير توبة ولا ندم، قال وقوله تعالى :﴿ قل فمن يملك ﴾ الآية، معناه : وما ينفعكم استغفاري، وهل أملك لكم شيئاً والله قد أراد ضركم بسبب معصيتكم كما لا أملك إن أراد بكم النفع في أموالكم وأهليكم.
وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَعِيرًا (١٣)
لما قال لهم :﴿ وكنتم قوماً بوراً ﴾ [ الفتح : ١٢ ] توعدهم بعد ذلك بقوله :﴿ ومن لم يؤمن بالله ورسوله ﴾ الآية، وأنتم هكذا فأنتم ممن أعدت لهم السعير، وهي النار المؤججة. والمسعر : ما يحرك به النار، ومنه قوله عليه السلام :" ويل من مسعر حرب ". ثم رجى بقوله تعالى :﴿ ولله ملك السماوات والأرض ﴾، الآية : لأن القوم لم يكونوا مجاهرين بالكفر، فلذلك جاء وعيدهم وتوبيخهم ممزوجاً فيه بعض الإمهال والترجية، لأن الله تعالى قد كان علم منهم أنهم سيؤمنون، ثم إن الله تعالى أمر نبيه على ما روي بغزو خيبر ووعده بفتحها، وأعلمه أن المخلفين إذا رأوا مسير رسول الله ﷺ إلى يهود وهم عدو مستضعف، طلبوا الكون معه رغبة في عرض الدنيا والغنيمة فكان كذلك.


الصفحة التالية
Icon