ولما كانت هذه عادة جارية قديمة مع أولياء الله تعالى حيثما كانوا من الرسل وأتباعهم، وأن جندنا لهم الغالبون، قال تعالى :﴿سنة الله﴾ أي سن المحيط بهذا الخلق في هذا الزمان وما بعده كما كان محيطاً بالخلق في قديم الدهر، ولذلك قال :﴿التي قد خلت﴾ أي سنة مؤكدة لا تتغير، وأكد الجار لأجل أن القتال ما وقع الزمان الماضي إلا بعد نزول التوراة فقال :﴿من قبل﴾ وأما قبل ذلك فإنما كان يحصل الهلاك بأمر من عند الله بغير أيدي المؤمنين ﴿ولن تجد﴾ أيها السامع ﴿لسنة الله﴾ الذي لا يخلف قولاً لأنه محيط بجميع صفات الكمال ﴿تبديلاً﴾ أي تغيراً من مغير ما، يغيرها بما يكون بدلها. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ٧ صـ ٢٠٣ ـ ٢٠٧﴾


الصفحة التالية
Icon