وقال ابن عطية فى الآيات السابقة :
﴿ لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ ﴾
روي في تفسير هذه الآية، أن رسول الله ﷺ رأى في منامه عند خروجه إلى العمرة أنه يطوف بالبيت هو وأصحابه، بعضهم محلقون وبعضهم مقصرون. وقال مجاهد : أرى ذلك بالحديبية، فأخبر الناس بهذه ﴿ الرؤيا ﴾، ووثق الجميع بأن ذلك يكون في وجهتهم تلك، وقد كان سبق في علم الله تعالى أن ذلك يكون. لكن ليس في تلك الجهة. وروي أن رؤياه إنما كانت أن ملكاً جاءه فقال له :﴿ لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤوسكم ومقصرين ﴾، وإنه بهذا أعلم الناس فلما قضى الله في الحديبية بأمر الصلح، وأخذ رسول الله ﷺ في الصد، وقال المنافقون : وأين الرؤيا؟ ووقع في نفوس المسلمين شيء من ذلك، فأنزل الله تعالى :﴿ لقد صدق الله ورسوله الرؤيا بالحق ﴾. و: ﴿ صدق ﴾ هذه تتعدى إلى مفعولين، تقول صدقت زيداً الحديث. واللام في :﴿ لتدخلن ﴾ لام القسم الذي تقتضيه ﴿ صدق ﴾ لأنها من قبيل تبين وتحقق، ونحوها مما يعطي القسم.