ومنهم من فرق بين حالهم في بُداءة الأمر فقال : إنهم كانوا على العدالة إذ ذاك ؛ ثم تغيّرت بهم الأحوال فظهرت فيهم الحروب وسفك الدماء ؛ فلا بُدّ من البحث.
وهذا مردود ؛ فإن خيار الصحابة وفضلاءهم كعليّ وطلحة والزبير وغيرهم رضي الله عنهم ممن أثنى الله عليهم وزكّاهم ورضي عنهم وأرضاهم ووعدهم الجنة بقوله تعالى :﴿ مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً ﴾.
وخاصة العشرة المقطوع لهم بالجنة بإخبار الرسول هم القدوة مع علمهم بكثير من الفتن والأمور الجارية عليهم بعد نبيّهم بإخبارهم لهم بذلك.
وذلك غير مسقط من مرتبتهم وفضلهم، إذ كانت تلك الأمور مبنية على الاجتهاد، وكل مجتهد مصيب.
وسيأتي الكلام في تلك الأمور في سورة "الحجرات" مبيّنة إن شاء الله تعالى. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ١٦ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon