جبهةِ السَّجَّادِ الذي لا يسجدُ إلا خالصاً لوجهِ الله عزَّ وجلَّ وكان الإمامُ زينُ العابدينَ وعليٌّ بنُ عبد اللَّهِ بنِ العباسِ رضيَ الله عنهُمَا يقالُ لهما ذُو الثفناتِ لما أحدثتْ كثرةُ سجودِهما في مواقعهِ منهما أشباهَ ثفناتِ البعيرِ قالَ قائلُهم
دِيارُ عَليَ والحُسينِ وجَعْفر... وَحمزةَ والسَّجَّادِ ذِي الثَّفِنَاتِ
وقيلَ : صفرةُ الوجهِ من خشيةِ الله تعالى وقيلَ : نَدى الطَّهورِ وترابُ الأرضِ، وقيل : استنارةُ وجوهِهم من طولِ ما صلَّوا بالليلِ قال عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ :" من كثرُتْ صلاتُه بالليلِ حسُن وجهُه بالنهارِ " وقُرِىءَ من آثارِ السجودِ، ومن إِثْرِ السجودِ بكسرِ الهمزةِ ﴿ ذلك ﴾ إشارةٌ إلى ما ذُكِرَ من نعوتِهم الجليلةِ وما فيه من مَعْنى البعدِ مع قُربِ العهدِ بالمشارِ إليه للإيذانِ بعلوِّ شأنِه وبُعد منزلتِه في الفضلِ وهو مبتدأٌ خبرُهُ قولُه تعالى ﴿ مّثْلُهُمْ ﴾ أي وصفُهم العجيبُ الشأنِ الجارِي في الغرابةِ مَجْرى الأمثالِ. وقولُه تعالَى ﴿ فِي التوراة ﴾ حالٌ من مثلُهم والعاملُ مَعْنى الإشارةِ.