واعترض الوجه الثالث بأن الأصل في الإشارة أن تكون لمتقدم وإنما يشار إلى المتأخر إذا كان نعتاً لاسم الإشارة نحو ﴿ ذلك الكتاب ﴾ [ البقرة : ٢ ]، وفيه أن الحصر ممنوع، والشطء فروخ الزرع كما قال غير واحد وهو ما خرج منه وتفرع في شاطئيه أي في جانبيه ؛ وجمعه كما قال الراغب أشطاء، وقال قطرب : شوك السنبل يخرج من الحبة عشر سنبلات وتسع وثمان، وقال الكسائي.
والأخفش : طرفه، وأنشدوا :
أخرج الشطء على وجه الثرى...
ومن الأشجار أفنان الثمر
وزعم أبو الفتح أن الشطء لا يكون إلا في البر والشعير، وقال "صاحب اللوامح" : شطأ الزرع وأشطأ إذا أخرج فراخه وهو في الحنطة والشعير وغيرهما، وفي "البحر" اشطأ الزرع افرخ والشجرة أخرجت غصونها.
وفي "القاموس" الشطء فراخ النخل والزرع أو ورقه، جمعه شطوء، وشطأ كمنح شطأ وشطوأ أخرجها، ومن الشجر ما خرج حول أصله وجمعه أشطاء، وأشطأ اخرجها اه، وفيه ما يرد به على أبي الفتح مع زيادة لا تخفى فائدتها فلا تغفل.
وقرأ ابن كثير.
وابن ذكوان ﴿ شَطْأَهُ ﴾ بفتح الطاء.
وقرأ أبو حيوة.
وابن أبي عبلة.
وعيسى الكوفي كذلك وبالمد.
وقرأ زيد بن علي كذلك أيضاً وبالف بدل الهمزة فاحتمل أن يكون مقصوراً وإن يكون أصله الهمز فنقل الحركة وأبدل الهمزة ألفاً كما قالوا في المرأة والكمأة المراة والكماة، وهو تخفيف مقيس عند الكوفيين وعند البصريين شاذ لا يقاس عليه، وقرأ أبوجعفر ﴿ شطه ﴾ بحذف الهمزة وإلقاء حركتها على الطاء، ورويت عن شيبة.
ونافع.
والجحدري، وعن الجحدري أيضاً ﴿ شطوه ﴾ بإسكان الطاء وواو بعدها، قال أبو الفتح : هي لغة أو بدل من الهمزة ﴿ شَطْأَهُ فَازَرَهُ ﴾ أي أعانه وقواه قاله الحسن.
وغيره، قال الراغب : وأصله من شد الإزار يقال : أزرته أي شددت إزاره ويقال : آزرت البناء وأزرته قويت أسافله، وتأزر النبات طال وقوي.
وذكر غير واحد أنه اما من المؤازرة بمعنى المعاونة أو من الإيزار وهي الإعانة.


الصفحة التالية
Icon