﴿ لَّقَدْ صَدَقَ الله رَسُولَهُ الرؤيا بالحق ﴾ قال الواحدي : قال المفسرون : إن الله سبحانه أرى نبيه في المدينة قبل أن يخرج إلى الحديبية، كأنه هو وأصحابه حلقوا وقصروا، فأخبر بذلك أصحابه، ففرحوا وحسبوا أنهم سيدخلون مكة عامهم ذلك، فلما رجعوا من الحديبية، ولم يدخلوا مكة قال المنافقون : والله ما حلقنا ولا قصرنا، ولا دخلنا المسجد الحرام، فأنزل الله هذه الآية، وقيل : إن الرؤيا كانت بالحديبية، وقوله :﴿ بالحق ﴾ صفة لمصدر محذوف أي : صدقاً ملتبساً بالحقّ، وجواب القسم المحذوف المدلول عليه باللام الموطئة هو قوله :﴿ لَتَدْخُلُنَّ المسجد الحرام ﴾ أي : في العام القابل، وقوله :﴿ إِن شَاء الله ﴾ تعليق للعدة بالمشيئة لتعليم العباد لما يجب أن يقولوه، كما في قوله :
﴿ وَلاَ تَقْولَنَّ لِشَىْء إِنّى فَاعِلٌ ذلك غَداً * إِلاَّ أَن يَشَاء الله ﴾ [ الكهف : ٢٣، ٢٤ ] قال ثعلب : إن الله استثنى فيما يعلم ليستثني الخلق فيما لا يعلمون.
وقيل : كان الله سبحانه علم أنه يموت بعض هؤلاء الذين كانوا معه في الحديبية، فوقع الاستثناء لهذا المعنى، قاله الحسن بن الفضل.
وقيل : معنى إن شاء الله : كما شاء الله.


الصفحة التالية
Icon