وقال الشيخ الصابونى :
سورة الحجرات
مدنية وآياتها ثمان عشرة آية
بين يدي السورة
* هذه السورة الكريمة مدنية، وهي على وجازتها سورة جليلة ضخمة، تتضمن حقائق التربية الخالدة، وأسس المدنية الفاضلة، حتى سماها بعض المفسرين " سورة الأخلاق
* ابتدأت السورة الكريمة بالأدب الرفيع الذي أدب الله به المؤمنين، تجاه شريعة الله وأمر رسوله، وهو ألا يبرموا أمرا، أو يبدوا رأيا، أو يقضوا حكما في حضرة الرسول ( ﷺ )، حتى يستشيروه، ويستمسكوا بارشاداته الحكيمة [ يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم ].
*ثم انتقلت إلى أدب آخر وهو خفض الصوت إذا تحدثوا مع الرسول ( ﷺ ) تعظيما لقدره الشريف، واحتراما لمقامه السامي، فإنه ليس كعامة الناس بل هو رسول الله، ومن واجب المؤمنين أن يتأدبوا معه في الخطاب مع التوقير والتعظيم والإجلال [ يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي.. ] الآيات.
*ومن الأدب الخاص إلى الأدب العام، تنتقل السورة لتقرير دعائم المجتمع الفاضل، فتأمر المؤمنين بعدم السماع للإشاعات، وتأمر بالتثبت من الأنباء والأخبار، لاسيما إن كان الخبر صادرا عن شخص غير عدل أو شخص متهم، فكم من كلمة نقلها فاجر فاسق، سببت كارثة من الكوارث، وكم من خبر لم يتثبت منه سامعه، جر وبالا، وأحدث انقساما [ يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا.. ] الآيات.
* ودعت السورة إلى الإصلاح بين المتخاصمين، ودفع عدوان الباغين [ وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما.. ] الآيات.


الصفحة التالية
Icon