١١٠٢- إذا شق برد شق بالبرد مثله دواليك حتى ليس للبرد لابس. أي: مداولة، كما قال العجاج: ١١٠٣- ضرباً هذاذيك وطعناً [وخضا]، أي: هذا بعد هذ، لا هذين اثنين. وأما إفادة المضاف لمعنى الجنس فكقولهم: "منعت العراق قفيزها ودرهمها"، أي: قفزانها ودراهمها، وكذلك قوله: (بل يداه). (لا يسخر قوم من قوم) [١١]
القوم: الرجال خاصة، كما قال زهير: ١١٠٤- وما أدري وسوف إخال أدري أقوم آل حصن أم نساء. (ولا تلمزوا أنفسكم) لا تعيبوا إخوانكم. قال المبرد: اللمز باللسان وبالإشارة، والهمز بالإشارة لا باللسان. وقال ثعلب: الهمز في الوجه، واللمز في القفا، وأنشد: ١١٠٥- إذا لقيتم عن شحط تكاشرني وإن تغيبت كنت الهامز اللمزة.
(ولا تنابزوا بالألقاب) قيل: إن النبز هو اللقب الثابت. وقيل: [القرف] بالقبيح الذي يثلم العرض. وهذا أصح، لأن النهي عن التنابز، لا عن الألقاب، مثل: [ألقاب] الملوك، وهذا كالقول: "لا تراموا بالحجارة" لا يكون نهياً عن البناء بالحجارة. (إن بعض الظن إثم) [١٢] قيل: إنه ظن السوء، لما يوقع صاحبه فيه من الاهتمام في نفسه، وإلحاق الضرر بغيره. كما قيل: الحسن الظن مستريح، يغتم من ظنه قبيح.
وقيل: إنه الظن في موضع إمكان العلم، وإلا فالظن في موضع [الظن] كالعلم في موضع العلم، ولهذا قال: (إن بعض/الظن) وقال بلعاء بن قيس في الظن الصائب: ١١٠٦- وأبغي صواب الظن أعلم أنه إذا طاش ظن المرء طاشت مقادر[ه]. وقال أبو الفضة: ١١٠٧- فإن لا يأتكم خبر يقين فإن الظن ينقص أو يزيد.
وقال البرجمي: ١١٠٨- وفي الشك تفريط وفي الحزم قوة ويخطئ في الظن الفتى ويصيب. (ولا تجسسوا) [١٢] لا تتبعوا عثرات الناس. وقيل: لا تبحثوا عما خفي، كما قال الشاعر: ١١٠٩- تجنبت سعدى أن يشيد بذكرها إذا زرت سعدى الكاشح المتجسس. (أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا)