روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة قال سئل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم أي النّاس أكرم ؟ قال أكرمهم عند اللّه أتقاهم، قالوا ليس عن هذا نسألك، قال فأكرم النّاس يوسف نبي اللّه بن يعقوب نبي اللّه بن اسحق نبي اللّه بن خليل اللّه، قالوا ليس عن هذا نسألك، قال عن معادن العرب تسألون ؟ قالوا نعم قال خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا.
أي تعلموا أحكام الشّرع، فإذا لم يفقه الخيار انحطت درجتهم عن غيرهم فالعبد التقي خير من الشّريف الشّقي والسّوقة العالم خير من الحسيب الجاهل، فالعاقل لا يترك التقوى اتكالا على النّسب.
فقد رفع الإسلام سلمان فارس وقد وضع الشّرك الحسيب أبا لهب
ولما قدم نفر من بنى أسد وأظهروا الإسلام لرسول اللّه وصاروا يمنّون عليه بقولهم أتتك العرب على ظهور رواحلها وجئناك بالأثقال والعيال ولم نقاتلك كغيرنا وطلبوا منه الصّدقة وكانت سنة مجدبة، فأنزل اللّه "قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ" لهم يا سيد الرّسل "لَمْ تُؤْمِنُوا" إيمانا حقيقيا "وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا"