" وسئل رسول الله ﷺ فقال :"هم جُفاة بني تميم لولا أنهم من أشدّ الناس قتالاً للأعور الدجال لدعوت الله عليهم أن يهلكهم" " والحُجُرات جمع حُجْرة ؛ كالغُرُفات جمع غُرْفة، والظّلمات جمع ظُلْمة.
وقيل : الحجرات جمع الحُجَر، والحُجَر جمع حُجْرة، فهو جمع الجمع.
وفيه لغتان : ضّم الجيم وفتحها.
قال :
ولما رأونا بادياً رُكَباتنا...
على موطن لا نخلط الجِدَّ بالهَزْلِ
والحجرة : الرقعة من الأرض المحجورة بحائط يحوط عليها.
وحَظيرة الإبل تسمى الحجرة، وهي فُعْلة بمعنى مفعولة.
وقرأ أبو جعفر بن القَعْقَاع "الحُجَرات" بفتح الجيم استثقالاً للضمتين.
وقرىء "الحُجْرات" بسكون الجيم تخفيفاً.
وأصل الكلمة المنع.
وكل ما منعت أن يوصل إليه فقد حَجَرت عليه.
ثم يحتمل أن يكون المنادى بعضاً من الجملة فلهذا قال :﴿ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ ﴾ أي إن الذين ينادونك من جملة قوم الغالب عليهم الجهل.
وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٥)
أي لو انتظروا خروجك لكان أصلح لهم في دينهم ودنياهم.
وكان ﷺ لا يحتجب عن الناس إلا في أوقات يشتغل فيها بمهمات نفسه ؛ فكان إزعاجه في تلك الحالة من سوء الأدب وقيل : كانوا جاءوا شفعاء في أسارى بني عنبر فأعتق رسول الله ﷺ نصفهم، وفادى على النصف.
ولو صبروا لأعتق جميعهم بغير فداء.
﴿ والله غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (٦)
فيه سبع مسائل :
الأولى قوله تعالى :﴿ يا أيها الذين آمنوا إِن جَآءَكُمْ فَاسِقُ بِنَبَإٍ ﴾ قيل : إن هذه الآية نزلت في الوليد بن عُقبة بن أبي مُعَيْط.


الصفحة التالية
Icon